الزواج بین النص المسماری والقرآنی-دراسة مقارنة

الزواج ظاهرة اجتماعیة یقصد بها اقتران الرجل بالمرأة من أجل التناسل، والمحافظة على الجنس البشری من الانقراض، وتکوین الأسر، ویتم ذلک بموافقة المجتمع وإقراره ، والزواج رابطة قویة، ومؤسسة اقتصادیة، واجتماعیة وفیه استقرار حقیقی للزوجین. لقد أظهرت الدراسات الآثاریة والتأریخیة أن أعراف الزواج لم تکن على سنّة واحدة فی المجتمعات الشرقیة القدیمة ، بل کانت مختلفة باختلاف الأماکن و الأوضاع الاجتماعیة والاقتصادیة واتصالها بالخارج، وهذه الحال تجعلنا نحاول تأصیل تلک الزیجات عبر دراسة النصوص المسماریة والبحث والتقصی فی متونها بغیة ایضاحها للقارئ ومدى انتشارها وحضورها فی المجتمعات (السامیة) آنذاک، إذ وردت إلینا مسمیات بعض من تلک الزیجات الغریبة الى حد ما  مثل "الخدن" و"المقت أو الضیزن" و"الشغار" و"السبی" وغیر ذلک ، وعلى ما یبدو أن هذه الانواع من الزیجات لم تقتصر على عرب الجاهلیة بل کانت معروفة عند غیرهم من الشعوب (السامیة) الاخرى. وربما لان تلک الاقوام کانت محاطة بأقوام وحضارات عدة أثرت سلباً فی ظاهرة زواج البعولة ( ویقصد به الزواج الاعتیادی المتمثل بالخطبة ، المهر ، الهدایا ، الشهود و الاعلان عن ذلک الزواج أمام المجتمع ) والذی یهدف الى تکوین لبنة المجتمع الحقیقی وهی الاسرة وقد أقر الإسلام مثل هذا الزواج لاحقاً وحرم غیره لما فیه من آثار سلبیة من شأنها أن تهدم کیان الاسرة ، وهذا ما سنقرأه فی متن البحث.