تاریخ التنقیبات الأثریّة فی مدینة نینوى

کان لورود اسماء بعض المدن القدیمة ومنها مدینة نینوى فی اخبار التوراة وروایات المؤرخین الکلاسیکیین الیونان والرومان امثال هیرودوتس Herodotus وزینوفون Xenophon , الأثر الاکبر فی اتجاه بعض الرحّالة والسیّاح الاوربیین نحو الشرق کالحاخام الیهودی الاسبانی بنیامین التُطیلی Benjamin of Tudela فی عام 1160 م, الذی زار العدید من مدن الشرق ومنها مدینة نینوى وسجل مذکراته واخبار رحلته ( The Itinerary of Benjamin of Tudela ) التی اثارت نشاط المؤسسات العلمیة الاوربیة فی القرن التاسع عشر فأرسلت بعثاتها الاستکشافیة کالبعثة الفرنسیة برئاسة القنصل الفرنسی ﭘول اِمیل بوتا Paul-Ēmile Botta فی عام 1842 والبعثة الاﻧﮕلیزیة برئاسة اوستِن هنری لایارد Austen Henry Layard فی عام 1845 إلّا انّ عملیات الکشف عن الآثار التی قامت بها تلک البعثات کانت اقرب ما تکون الى النبش منها الى التنقیب, إذ کان الهم الاکبر لدى اولئک القناصل والمُغامرین هو الحصول على القطع الثمینة والجمیلة لتزیین متاحف الدول الغربیة, فلم تُعار أَیّة اهمیة للتوثیق العلمی للقطع المکتشفة, فنتج عن تلک الاخطاء ضیاع معلومات اثریة قَیِّمَة. أما طور التنقیبات العلمیة فی العراق بصورة عامة فلم یبدأ حتى مطلع القرن العشرین حینما بدأت البعثات الألمانیة بالتنقیب فی مدینتی بابل (عام 1899-1917) وآشور (عام 1904-1914) والبعثات الأمریکیة فی مدینة نُفّر (عام 1888-1906) إلّا انّ بدایة الحرب العالمیة الاولى حالت دون استمرار اعمال التنقیب الاجنبیة فی العراق . ثم حلّت المرحلة الاخیرة من تاریخ التنقیبات والمتمثلة بالتنقیبات الوطنیة فی عام 1938 وذلک بعد تشریع قانون خاص بالآثار فی عام 1936 , ثم عادت بعض البعثات الأجنبیة مرةً أخرى للتنقیب فی العراق بین الحین والآخر. وعلى هذا الاساس تم تقسیم هذا البحث المتواضع الى عدد من المحاور تناول الاول منها مدینة نینوى بإیجاز من حیث التسمیة والموقع الجغرافی ومخطط المدینة بینما تناول المحور الثانی نشاطات الرحّالة والسیّاح, اما الثالث فقد تناول النشاطات الآثاریة فی القرن التاسع عشر, فی حین تناول المحور الرابع طور التنقیبات العلمیة فی القرن العشرین على ید البعثات الأجنبیة والوطنیة.