التنصیص الخطابی وراء ملحمة جلجامش وأبعاده التشکیلیة عبر الحضارة العراقیة القدیمة جودیا وحمورابی أنموذجا

قدم الشکل على انه واحد من اهم الوسائل الحضاریة الدالة فی حیاة الانسان تواصل خطابه الانشائی بین مرسل، ومرسل الیه، وهدفه الوعی فی ما وراء الحدث اکثر من ظاهره السردى، فقط مضامینه طرحة لحسابات الدراسات الوصفیة، لذا عملنا وفق الاختصاص الفنی على اعادة قراءة الحضارة من خلال نتاجها الشکلی، وعلى ضوء المنهج السیمیائی باستنطاق العلامات الانشائیة لادق تفاصیلها الجزئیة. ثم تابعنا طریقة تشاکلها داخل النص الواحد، والانفتاح منه وبه عبر مجمل الحضارة العراقیة القدیمة لثلاثة مصلحین اجتماعیین کل من (جلجامش، وجودیا، وحمورابی) وقد تعالقوا جمیعهم فی ثلاثة انفتاحات تشکیلیة متباحثة حول مفهوم کیفیة الحفاظ على الحیاة ودوامها. وقد حسمت النتیجة لصالح الرؤیة الرمزیة فی عمل الخیر قدم على انه قیمة الحیاة السلیمة، وانها علامة عقدیة متفق علیها تواصلت مع مجمل الادیان وختمتها الدین الاسلامی، فلم تعد بعد هذة الخطابات محددة بفئة او بمدة او بعصر معین بل على العکس وجدت منافذها الانفتاحیة مع کل الادوار اللانهایة، لانها انطلقت من نقطة واحدة متفرعة الى مجالات متعددة على وفق الحاجات الاجتماعیة، تؤکد جزئیتها الأولى بالأشارة المعززة لا المهمشة.