الحفاظ على الإرث الطبيعي لدى ملوك بلاد الرافدين

شغل الارث الحضاري فكر ملوك بلاد الرافدين ، واستنادا الى المعطيات النصية والنتاجات الفنية فأنهم بذلوا جهودا كبيرة في الحفاظ على ذلك الإرث ، لأنهم كانوا يرون فيه هوية أمة وقوم ذوي حضارة كبيرة جدا فضلا عن التفاخر الذي كان ينتاب اولئك الملوك وهم يظهرون بمظهر المحافظين على إرث أسلافهم الحضاري ، وتنوع ذلك الإرث وشمل جوانب متعددة ، ولعل من أبرز أنواعه هو الإرث الطبيعي الذي حظي هو الآخر باهتمام اولئك الملوك, وهذا ما نستدل عليه من خلال الكتابات الملكية والنتاجات الفنية التي وثقت ذلك الاهتمام ، وعند ايغال النظر في مضامين الإرث الطبيعي المحافظ عليه نجد انه قد شمل الحدائق الحيوانية والتي كانت تمثل نوعا من التباهي والفخر في نفسية اولئك الملوك فضلا عن جانبها الترفيهي ، والحدائق النباتية التي أضيفت لها أشجار متنوعة جلبت من البلدان المجاورة ووضعت فيها, ولم يكتفِ الملوك بذلك بل شددوا على من يخلفهم بضرورة الحفاظ على ذلك الإرث الطبيعي وديمومته بوصفه جزاً اساسياً من سياسة الملك ، فضلا عن ذلك ان الملوك الى توثيق ذلك الارث الطبيعي في نتاجاتهم الفنية المتنوعة, وهذا أيضا يجسد نوع من الاهتمام والحفاظ على ذلك الإرث عبر الزمن ،وهو ما سنتطرق إليه ايضا في موضوع البحث