أَخبارُ الرُّسُل المبعوثينَ بينَ المملكةِ المصريةِ وممالكِ الشرقِ القديمِ في ضوءِ مراسلاتِ العمارنةِ

كانت مصر إبانَ حكم الأسرة الثامنة عشرة في القرن الرابع عشر ق.م قوة سياسية أساسية في الشرق الأدنى القديم، وحرصت معظم القوى الأخرى في المنطقة أن تكون لها علاقات جيدة معها، ولذلك تراسل معها ملوكها معبّرين عن الرغبة في توطيد العلاقات، مع إرسال الهدايا المناسبة. يمدّنا أرشيف المراسلات المكتشفة في تل العمارنة؛ المدوّن باللغة الأكّدية (اللهجة البابلية الوسيطة)، الذي يقع جنوبي مدينة المنيا المصرية بنحو 50 كم، ويضم في طياته آثار مدينة آخِت آتون التي أمر ببنائها الملك أمنحتب الرابع/أخناتون (1352-1336 ق.م)، وانتقل من طيبة إليها في سنة حكمه السادسة (1346 ق.م) بمعلومات وفيرة عمّا كان يحصل آنذاك في هذا الإطار، ويوفر لنا مادة تأريخية توضح حركة الرُّسُل الذين كانوا يتحركون بين ملوك مصر وميتاني وبابل وآشور وخَتّي وأرزاوا وألاشيا.يهدف هذا البحث إلى التعريف بشخصيات أولئك الرُّسُل، وبيان أعمالهم والمهام التي كانت توكل إليهم، ومدى حرصهم على تنفيذها، وإضاءة مكانتهم ودورهم في توثيق شبكة العلاقات بين مصر وتلك الممالك التي كانت قوى سياسية أساسية في الشرق الأدنى القديم.