الأَثرُ الدينيُّ في تطورِ معارفِ المصريينَ القدماءِ في مجالي الطبِّ والعقاقيرِ
الملخص
لعبت الحضارة المصرية دوراً كبيراً في تطور المعرفة البشرية ، ولاسيما ما يتعلق بالمعرفة الطبية. واتسم المجتمع الطبي بالانضباط الاكاديمي والتنظيم المهني. فقد كان الأطباء لا يصرح لهم بممارسة هذه المهنة إلا بعد الدراسة في أكاديميات طبية كان يطلق عليها "بيت الحياة" بجانب وضع تراتبية للمهنة وفق خبرة كل طبيب ومهاراته. واستند المصري في علومه بشكل عام والعلوم الطبية بشكل خاص إلى تصور للإله والكون والأنسان والعلاقة فيما بينهم، هذا التصور حكمته فلسفة الدين المصري الذي كان يصبغ جميع نشاطات المصري القديم من الفلاح العادي وحتى الفرعون نفسه. ولذلك كان من المهم للغاية معرفة الأثر الديني في تطور معارف المصريين في مجال الطب والعقاقير.
وانطلقت هذه الرؤية من الوحدة الوجودية بين الأنسان والطبيعة وما وراء الطبيعة. فمفهوم المصري القديم للصحة هي أنها التوازن فيما بين الأنسان روحاً وجسدا مع الكون والآلهة. هذا التوازن الذي حكمته نواميس دقيقة تمثلت في قوانين "ماعت" وهي القوانين الطبيعية والأخلاقية والاجتماعية التي كانت تحكم الكون وتسري حتى على الآلهة نفسها. وبالمقابل كان يُرَى المرض على أنه خلل يحدث في هذا التوازن. وعلى ذلك جمعت اهتماماتهم الطبية ما بين العوامل الظاهرية والتفسيرات الماورائية. فالخلل في التوازن قد يكون السبب فيه الشياطين أو أرواح الموتى أو غضب الآلهة. ولذلك جمعت علاجاتهم ما بين استعمال العقاقير ذات التأثير الدوائي المباشر وتلاوة التعاويذ التي هدفت إلى التغلب على الأرواح الشريرة وإرضاء الإلهة.
تنزيل هذا الملف
الإحصائيات
##submission.copyrightAndLicensing##

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.



