الزراعة في بلاد الشام في القرن السابع عشر من خلال كتاب جهان نما لكاتب جلبي

تعد المؤلفات العثمانية مصدرا مهما في دراسة الجوانب المختلفة من تاريخ العرب الحديث (اجتماعية,اقتصادية وسياسية)، وقد تنوعت هذه المصادر مابين وثائق وسجلات المحاكم الشرعية و دفاتر الطابو و السالنامات؛ وما بين المؤلفات التاريخية والجغرافية تكمن اهميه هذه المصادر في أن معظمها كانت قريبة من الحدث التاريخي وشاهد عيان للتطورات التي مرت بالولايات العربية طيلة اربعة قرون. والحقيقة قد يستخرج الباحث من مصدر تاريخي واحد معلومات مهمة يستند اليها في تشكيل صورة الحدث التاريخي وابعاده في المدة التي يعالجها ذلك المصدر. ولقد اثارت بلاد الشام اهتمام احد اهم المؤرخين والجغرافيين العثمانيين وهو كاتب جلبي (1608 – 1657) الذي يعد اهم المؤلفين العثمانيين خلال القرن السابع عشر. والحقيقة تعتبر مصادر القرن السابع عشر ذات أهمية خاصة؛ بسبب قلة المصادر عن الدولة العثمانية عموما قياسا الى القرون اللاحقة التي توفرت عنها الكثير من الوثائق و المصادر التاريخية العثمانية وكتب الرحلات و المصادر الاوربية.
جاءت دراستنا عن هذا الموضوع ترجمة للنصوص المتعلقة بالزراعة في بلاد الشام من اللغة العثمانية القديمة الى اللغة العربية وتحليلها من خلال كتابه ( جهان نما ) ومن ثم دراسة هذه النصوص لمعرفة الانماط الزراعية وتقسيمات الأراضي والضرائب المفروضة عليها وما يرتبط بها من المحاصيل الزراعية وأنواعها خلال القرن السابع عشر.